انا وبحر الذكريات
في هذا المساء ..
والليل تكسوه النجوم ..
وقمر ينتصف بين سواد حالك ..
كان لك هدوء ايقض مشاعري واجبرني على ممارسة لغات الابحار في عالمك .. ليعاود قلبي تمتماته وحيدا ..
صفحات الماضي قد تمايلت .. واقتربت من هاجسك ..
احلام المستقبل تبعثرت وتناثرت قرب شاطئك ..
الان واثير ابتعادي عنك .. الان واثير حلمي بين اطيافك ..
ايتملكني الحزن ؟! .. الالم ام السعاة والامل .. ام يعاود الصمت بعثرتي ..
عندما اقتربت من ضفافك .. عندها توقف قلبي عن النبض .. ليعاود تمتماته وحيدا ..
ليعاود فكري بتقليب صفحات الماضي ..
ليسترجع الذكريات الحزينة ..
ربما كنت حائرة .. خائفة .. بل عاشقة متيمة .. وعطشة لرؤيتك ..
تنقصني ابتسامتك .. ينقصني حنانك .. ودفىء مشاعرك .. وعذب الحانك ..
تنقصني مداعبة امواجك .. ومراقبة سريان شلال روعتك ..
آسف يا بحر فقد القيت كتاب ذكرياتي بين ضفافك وعلو امواجك .. لانك الاطهر والانقى .. لانك الارق والاجمل .. لان لك قلبا يحوي كل حزين ..
لقد ارهقتني محطات الغياب عنك ..
بل حتى ابعدتني عن الوصول الى شاطئك ..
لما تملكه من ذكريات الماضي الدفينة بين علو امواجك ودفىء مياهك .. وعذب كلامك ..
ففي ذلك اليوم لم يكن المساء عاديا كعادته ..
فقد ارتسمت دموع الحزن على ملامح وجهي .. دموع تجيد رسم الهدوء على الذات ..
كانت شموع قلبي سعيدة بلقائك .. وكانت اقدامي تتسارع للقائك واناملي لمداعبة امواجك .. وكانت عيناي تلمعان فرحا برؤيتك .. وكان فمي عطشا لعذب مياهك .. وكان فكري حائرا يداعب شلالك ..
يا ايها البحر .. لا ادري ماذا اقول او بماذا اتكلم ؟؟!
فلم تعد قدماي تحملاني .. ولم يعد فكري قادر على التفكير .. ولم تعد عيناي قادرة على اخفاء الدموع .. ولم يعد لساني قادرا على النطق ..!!!!
آسف يا بحر .. هنا سأتوقف لاكمل لاحقا .. فلحظات بعدي عن شاطئك الجميل تملؤني بالحزن والاسى فلا تبكي فقد جئتك وقلبي محملا بالحزن والالم ..
فعند لقائك .. عانقت رمال شاطئك والقيت شباكي في مياهك .. ورقصت على انغام امواجك .. وابحرت في خيال عالمك وطرت الى سماء محبتك .. وسعة صدرك ودفىء حنانك ..
فلا تاسف يا بحر .. فاني عائدة اليك .. لان قدماي لا تعرفان الا ان تسيرا نحوك ..
وعيناي لا تحفلان الا بلقائك .. وقلبي لا ينبض الاعندما يقف امامك .. وحزني لا يتركني الا عندما اتي اليك ..
فلا تاسف يا بحر .. فاني عائدة اليك ..
عائدة اليك ..