امسكت يد قوية باخري وصعدت بها درجات سلم المركبه بهدوء . .
وكأن صاحبها يخاف علي صاحب اليد الاخري من التعثر في درجات سلم المركبه الصدئه . .
والتي طال التهتك جزءا كبيرا منها . .
واجتازا الممر الضيق الذي يفصل بين مقاعدها التي تواجه بعضها البعض . .
والتي اكتظت بالركاب . .
ولم يسلم الشابان من نظرات الشك والريبه التي احتلت عيون الركاب . .
ولكنهما لم يبديا اهتماما بذلك علي الرغم من انها المره الاولي التي يذهبان فيها وحدهـما الي
ذلك البلد البعيد . .
لم يكن مظهر الشابان هو الذي فجَر تلك الريبه . .
وانما تلك النظاره السوداء التي كان يرتديها احدهما . .
والتي كان يلتفت بها يمنة ويسرا من حين الي اخر. .
حتي توقف بتلك النظاره امامه مباشرة . .
وكانما وجد ما كانت تبحث عنه عيناه اللتان تختفيان خلف عدسات النظاره السوداء . .
حيث كانت امامه فتاة طغت معالم الحسن والجمال علي وجهها . .
والتي احسَت بدورها بتلك النظرات التي شعرت انها تلتهمها التهاما . .
فاخذت تلتفت يمينا ويسارا في ضيق ثم تعود فتختلس النظر اليه فتجده ينظر اليها . .
فازداد ضيقها واخذت تتململ في جلستها . .
ولم تعد تدري ما تفعله . .
حتي بلغ بها الضيق مبلغه . .
فقامت بصفعه علي وجهه صفعة قوية . .
صمَت بها اذان الركاب . .
وطارت معها النظارة بعيدا . .
وكانت المفاجأه المذهله ! ! . .
مفاجاة ارتجفت لها قلوب كل ركاب المركبه . .
واتسعت لها عينا الفتاة في ذعر ورعب ! ! . .
كانت المفاجاة ان الشاب لم يكن شابا عاديا علي الاطلاق . .
بل كان اعمي . .
فاقدا للبصر . . .
ريمي
موضوع: من المـــــاضي البعيـــــد 
الأربعاء سبتمبر 16, 2009 2:01 am
